بعد الانسداد السياسي – كما يحلو للسياسيين العراقيين ان يسموه – دخلت العملية السياسية في العراق داخل النفق المظلم الذي في الحقيقة هي تائهة فيه منذ تسعة عشر عاما ولم يخرج قادة العراق بلدهم من عنق الزجاجة الذي ما فتئ ان تحول الى فكي كماشة من الحديد والنار تطبق على اعناق الشعب وتتراقص كروش وشهوات القادة على انغام انين الشعب الكسيح الذي داسته قوى البغي والفساد، وبعد ان اتسع الخرق على الراقع قفز التيار الصدري على خشبة مسرح البرلمان بعد فوزه في مهزلة الانتخابات التي لم يصوت فيها الا 3% من الشعب فلبس الصدريين مسوح واكفان الزهد التي قصقصوها في البرلمان ولبسوها لتبدأ المسرحية الصدرية من الشعارات الطائفية الى مسوح الزاهدين التي لبسوها على قلوب الضباع التي لم تجف انيابها من لحوم اكثر 1500 عراقي قتلوا في مجازر هدم الصنميين العسكريين في سامراء خلال عام 2006 فقط، وبعدها امتلأت الجيوب وانفجرت البطون وفاحت روائح الفساد ونهبت أموال الوزارات التي طووها تحت عباءة راعي الإصلاح مقتدى الصدر، وعندما جاء الدور وفاز في مقاعد البرلمان جاء وقت الاستبداد على رفاق الامس الذي صبحوا أعداء اليوم بدأ بالثور الأبيض (المجرم نوري المالكي) ليسهل على الضبع الصدري ان ينقض علي بقايا الثيران الشيعية الراتعة في بحر الفساد من عامري وخزعلي والحكيم وولائي وهلم جرا، بدأ الإحماء بضرب رئيس السن محمود المشهداني ثم انطلقت الثيران لتبدأ دورة التناطح كانت الجولة الأولي جماعية ثم اتفقت الثيران على تنظيم مسرح الحضيرة لتبدأ جولة بين المالكي ومقتدى الصدر الاعداء الألداء لتنتهي بوقوع مقتدى في الحفر التي حفرها بظلفه، فلما سقط في الذي كان يفرمنه بدأ بالعويل والرغاء ولكن لات ساعة مندم، عندها انسحب بحركته البهلوانية التي قصمت عنقه وقطعت ذيله بعد ان سحب الحلبوسي البساط من تحته فسقط على ام رأسه، فهرول الى حنانته مدعيا الاعتكاف كما هي عادته يجر اذيال الخزي والعار التي دمغته فاصبح لا يلوي على شيء، عندها فكر ودبر فأخرج ورقته الأخيرة ليحرق الأخضر واليابس فالأرض المحروقة قد بادت ولم يبقى منها شيء فزعق ونعق في اتباعه الذي يصفهم هو نفسه بالجهلة فتقاطروا من كل حدب وصوب وكان الاغراء هو شهوة البطون التي تقود الذقون فنصبوا القدور وطبخوا الغزلان والنعام والخرفان، ثم انطمس في مستنقع البرلمان فلا هو للعراق اصلح ولا للفاسدين اقلع ففاقد الشيء لا يعطيه اذ كيف للفاسد ان يصلح وكيف للطالح ان يفلح وكيف للمفلس ان يهب وكيف للسارق ان تؤتمن بوائقه، بدأ مقتدى وزبانيته من جهة والولائيين الإيرانيين يتقاذفون الحجارة في مهب الظلمات لعل احداها ان يصيب مقتلا، وندم الصدر على وثوقه بالحلبوسي وعض أصابع الندم، فكان مثله مثل الكسعي الي صنع قوسا ورمى السهام على الصيد فظن انه لم يصب فكسر القوس والسهام فلما اصبح الصباح رأى سهامه كلها اصابت فقال:
ندمت ندامة لو أن نفسي تطاوعني إذا لقطعت خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني لعمر أبيك حين كسرت قوسي
فسارت ندامته مثلًا لكل نادم، فقال الفرزدق لما طلق امرأَته نوار وندم عليها:
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيّ لَمّا غَدَتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَكَانَتْ جَنّتي فَخَرَجْتُ منه كَآدَمَ حِينَ لَجّ بِهِ الضِّرَارُ
وَكُنْتُ كَفاقىءٍ عَيْنَيْهِ عَمْداً وَلا كَلَفي بهَا إلاّ انْتِحَارُ
وَلا يُوفي بحبِّ نَوَارَ عِنْدِي فَأصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَارُ
وَلَوْ رَضِيتْ يَدايَ بهَا وَقَرّتْ وَلا كَلَفي بهَا إلاّ انْتِحَارُ
وَمَا فَارَقْتُهَا شِبَعاً وَلَكِنْ رَأيْتُ الدّهْرَ يَأخُذُ مَا يُعَارُ
وهكذا لايزال العراق وشعبه يرزح تحت مطرقة الصدريين وسندان الإطاريين تحت خط الفقر والجوع والجفاف والموت البطيء، وان غدا لناظره قريب وسيعلم الذين ظلموا ان منقلبا ينقلبون.
اكل خرا يا يهودي انت كاعد يم اسيادك وتحجي ها الخريط الا يجي يوم وترجع للعراق وانجز فروة راسك مثل الخروف الصدر اطهر منكم و المراجع تاج رؤوسكم الخنازير ياقردة يايهود