قد لاتغيب شمس يوم حتى تُغيب معها دكتاتوراً ولا تشرق شمس يوم جديد حتى ينهض دكتاتور آخر على اثره ويسلك سبيل سلفه الذي غيبته اجراث ظلمه وقهره وفساده وقتله آلاف الابرياء من ابناء الحرية الذين قضوا نحبهم تحت سياط جلادية وزبانيته، في العراق بعد عام 2003 وتحديداً في كردستان بداءت الايادي الخفية تمهد لعصر صنم جديد وطاغية سوف يراد لأعناق الاكراد خصوصاً والعراقيين عموماً ان تنحني له وترزح تحت وطأة واغلال زبانيته وجلاديه لتصادر حرياتهم وتنتهك خصوصياتهم وتزهق روح الكرامة من بينهم الى غير رجعه، من النضال الى الدكتاتورية ومن الكفاح الى التسلط على رقاب الاكراد ومصادرة الحريات جاثماً على صدور الشعب الكردي مرُهقاً لأنفسهم وأنفاسهم، ومن الوطنية الى العمالة والخيانة والطغيان.
ولد مسعود البرزاني في ايران بمدينة مهاباد الكردية في تأريخ 16/08/1946 وبعد قضاء الحكومة الأيرانية على الحركات المعارضة، هرب ملا مصطفى البارزاني مع 500 شخص من رفاقه الى روسيا ومن ثم الى العراق، وبعد انهيار الحكم الملكي في العراق، سمحت لهم الحكومة العراقية بالعودة الى منطقة بارزان في شمال العراق. كان مسعود البارزاني يبلغ من العمر اثني عشر عاماً عندما بدأ ابوه ورفاقه عام 1961 بما اسموه بالنضال الثوري وفي عمر السابعة عشر التحق بصفوف قوات البيشمركة الكردية وبدأ العمل مع شقيقه ادريس. عندما اعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني عن تشكيل القيادة المؤقتة ودخلت مفارز البيشمركة الى كردستان العراق، كان مسعود الذراع التنفيذي لوالده ملا مصطفى البارزاني، واستمر الى جنب اخيه الاكبر ادريس في قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبعد موت والده بدأت تزعة التحول.
ازاحة اخيه ادريس بأغتياله حيث تؤكد المصادر بأن مسعود البرزاني كان خلف عملية اغتيال اخيه الاكبر بسبب الاختلاف على زعامة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبحسب المفاهيم العائلية والعشائرية السائدة عند قبيلة بارزان فأن الاخ الاكبر هو من يخلف ابيه في تصدر الزعامة، وهذا الذي مهد الى التحول الثاني لمسعود البارزاني بعد ازالة العقبة الكؤود من طريق العظمة الذي كان يسعى له فبعد ان تخلص من ادريس ارتمى في احضان حزب البعث العربي الاشتراكي بعد سلسلة من الحروب بينه وبين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطلاباني من اجل السيطرة على الاقليم، ففي أب 1996 كان الصراع بين الحزبين في اوج عظمته استنجد مسعود البارزاني بالرئيس العراقي صدام حسين متناسيا قضيته القومية الكردية التي على اساسها تأسس الحزب الديمقراطي الكردستاني ومستهتراً بأرواح مقاتليه الذين قتلوا في حروب المعارضة، فقد قام صدام بأرسل قوات الحرس الجمهوري، واقتحمت قوات الحرس الجمهوري مدينة اربيل لطرد مقاتلي حزب الاتحاد الوطني وقاموا بمطاردتهم حتى الحدود الايرانية الى ان تدخلت ايران وقامت بمساعدت مقاتلي حزب الاتحاد الوطني على استرداد معظم الاراضي التي خسرها بستثناء اربيل.
وبذلك فأننا نستطيع ان نلخص تحول مسعود البرزاني من النضال والدفاع عن القضية الكردية الى سفاح ودكتاتور متسلسل فحبه لسفك الدماء البريئة ومصادرة حريات الشعب الكردي وقمع ارادته لم يتوقف عند هذا الحد بل استمر بقتل كل من يعارضه من ابناء شعبه وازداد حبه لمنصبه الذي دام فيه لأكثر من ثلاثين سنة في الحزب ومن عام 2005 وهو رئيس لأقيلم كردستان العراق، وهاهو اليوم ينصب كلاً من ابنه مسرور البارزاني رئيساً للوزراء لأقليم كردستان وصهره نيجيرفان البارزاني رئيساً للأقليم، فعلى الرغم من ملفات الفساد ودماء الابرياء في عنقه فدكتاتورية مسعود شيء واضح يراد لها ان تقمع الشعب الكردي وتقزم دور كل من يعارضه من الاحزاب الكردية فيما لو تم له مايريد.
كل الطبقة الحالية الحاكمة في العراق لديها ماضي مظلم
عائلة البرزاني ملوثة أيديهم بدماء العراقيين