يقول ابن رشد ان التجارة بالأديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل فأن اردت التحكم في جاهلا” عليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني وهذا ما يحصل اليوم في العراق. فلقد أعطت المرجعية والأحزاب الدينية الفاسدة الطقوس الدينية للشيعة وفي المقابل هم حصلوا على خيرات العراق ومنعوها عن شعبهم لطالما كان التخلف والجهل المنشر في المجتمع العراقي هو النهر الجاري الذي يغذي طغيان وغلوا المرجعية الدينية والأحزاب الفاسدة والمليشيات المجرمة. ان الكذبة التي يعيشها الشعب العراقي هي ان المراجع الدينية بعيدة عن التدخل في الشأن السياسي والتأثير على مجريات الاحداث السياسية، الا ان الوقائع اثبتت ان المراجع الدينية هي المحور الرئيسي الذي يؤثر على العملية السياسية في العراق. وأصبح واضح ان من يختار الحكومة هي المرجعية وان من يسقط الحكومة هي المرجعية نفسها وهذا ما حدث من الفاسدين من أمثال المالكي والعبادي ……الخ فالمرجعية هي التي نصبتهم وهي التي عزلتهم. ولكن الشعب يبقى ساكت بسبب الجهل والخوف المزروع في داخل فاذا تحدث أي شخص بهذا الامر يصبح خارج من الملة بأمر المرجعية ويصبح من الكفرة والخارجين عن المذهب. ان من اعطى المرجعية ورجال الدين القدسية هو الشعب نفسه فأصبح العراقي يخاف من المرجعية والسيستاني أكثر من خوفه من الاله الذي يعبده. رجل الدين عندما دخل الى السياسة لم ينس انه رجل دين بقي متشبث بانه رجل دين وان من مخاطر المتدين السياسي يحكم البلد أولا لأنه سيتحدث باسم الاله والسياسي في العادة لا يتحدث باسم الاله لأنه وضع السياسي متغير حسب الظروف السياسية. المسالة الثانية ان المتدين السياسي إذا أصبح صاحب قرار فانه سيقصي الاخر باسم الدين وليس باسم السياسة مثال على ذلك تكفير الاخر لذلك سوف يجلب لنا الطائفية. المتدين السياسي أفضل طريق له ان يستثمر بأدمغة الناس الجهلة من خلال دعم الطائفية التي أقصر وأسرع الطرق لتعبأة الجماهير وتكفير الغير ونشر الفتوى الشيطانية كلها هذه الأمور تصب في مصلحته. المتدين السياسي مصاب بمتلازمة التفوق على جميع افراد المجتمع لأنه يعتبر نفسه اعلى من الجميع ومن النخبة فهو مصاب بمرض وهم التفوق بالإضافة الى استلامه السلطة فصبح لديه قوة ومال. وظيفة المتدين السياسي استغفال المواطن باسم الله. المتدين السياسي يتقن الضحك على ادمغة الناس مثال على ذلك خضي الخزاعي الذي كان وزير التربية الذي عندما سأل عن الثلاثة الأوائل في البكلوريا كانوا من كربلاء ما هو سبب ذلك كان جواب الخزاعي هو “انها من بركات الامام الحسين”. المتدين السياسي يعتقد انه قادر على ان يجلب ادمغة الناس ويفعل بها ما يشاء فعندما سأل خضير الخزاعي لماذا تم تغيير المناهج الدراسية فكان الجواب هو انه اخذ على عاتقة إعادة صياغة العقل العراقي. المتدين السياسي لا يتقبل الاخر الا بمصلحة لا يتعايشون مع الاخر الا بوجود مشتركات طائفية. لقد بات هذا التدين السياسي يشكل تهديدا للمسعى الوطني لتشكيل دولة المواطنة وحقوق الإنسان التي تشكل هي أيضا نزوعا إنسانيا عاما على مستوى العالم. إذ أن، أي التدين السياسي، وبتدخله الفض في كافة مناحي الحياة وأناسقها من خلال منع هذا وتحريم ذاك يسيء إلى العلاقات الإنسانية بين بني البشر المختلفين في قناعاتهم ومعتقداتهم. ولكي تعرف سبب التطاحن والحروب الأهلية وعدم الاستقرار على مدى التاريخ فابحث عن الناشطين السياسيين المتدينين، إنهم جرثومة تفتك بالأمن وآفة تنخر السلام الاجتماعي .جعل رجل الدين من تسيس الدين أداة سحرية لصناعة خطاب تعبوي وتجيشي استقطب له عشرات الآلاف من الشباب الغافل الجاهل بأنه بتلبيته النداء، إنما يستبيح العقيدة ويشوّه الدين، وينحدر إلى ما هو دنيوي ومنفعي وأدنى، بفعل إدمان منطق التغلب والمغالبة المنطلق، الذي ينتهي بالإنسان عبر الممارسة إلى طبيعته المهيأة للتنازع على السلطة بكل الوسائل التي تحقق التغلب والتحكم، فكيف إذا كانت تلك الوسائل ممزوجة بالمقدس الديني ظلما وتعسفا وعدوانا. رغم اقتصار تبحرهم على المجال الديني فقط، الا انهم لا يجدون حرجا من الإفتاء في أي موضوع كان خارج الدين، فمن الطبيعي جدا ان ترى رجل دين او مرجعية دينية يخوض في موضوع علمي او سياسي او اقتصادي هو ابعد ما يكون عنه، متناسيا ان لكل اختصاص رجالاته، وقوانينه، وحتى طبيعة تفكير معينة، وملكات قد لا يتمتع بها حتى وان درس في معرض ما درس مبادئ علوم أخرى , فكونه رجل دين لا يعني انه قد اصبح مؤهلا لكل الاختصاصات والعلوم .هالة التقديس التي تحاول المراجع ورجالات الدين احاطة نفسها بها، وحرصهم على خلق حاجز حسي ومادي بينهم وبين الناس، لغرض الحفاظ على هيبتهم امام ( العامة)، من خلال عدم الاختلاط مع الناس، وعدم الظهور في الأماكن العامة، او في الاعلام لا يمكن انكار ان تدخلات المرجعيات الدينية في العملية السياسية كانت لها الأثر الكبير فيما ال اليه الوضع العراقي، فرغم افتضاح موضوع الفساد المالي والإداري الذي تورط فيه اغلب الساسة الموجودين في الساحة، الا ان المرجعية الدينية في النجف وقم استمرت في توجيه الشارع (خاصة في المكون الشيعي) لانتخاب نفس الوجوه او على الأقل نفس الأحزاب رابطين الانتخابات بالحالة الايمانية في اطاعة الله او معصيته دون اكتراث لما يمكن ان يجره انتخاب هؤلاء من ويلات على الشعب.