لقد شهد العراق الكثير من المأسي بأشكال عديدة مثل الحروب والإبادة الجماعية وأعمال الشغب والقتل وما الى ذلك، ولكن الشر الحقيقي يكمن في مهندسي هذه الممارسات اللاإنسانية. الناس الذين دافعوا عن الأفعال الإجرامية مثل القتل والتعذيب والخطف والتمثيل في جثث الموتى إلى مستوى لم يستطع أحد فهمه او ادركه.
فبحسب المصادر الأعلامية العراقية نسمع ان قيادات عراقية شيعية مسلحة تابعة لإيران اتفقت على تنصيب احد مهندسي هذه الممارسات اللإنسانية وهو القيادي بمليشيا كتائب حزب الله العراقية الارهابي المدعو عبد العزيز المحمداوي خلفاً للمقبور ابو مهدي المهندس في رئاسة “هيئة أركان الحشد”، وهو منصب يعني القائد العسكري أو الميداني لـلحشد الشعبي. أن الاتفاق على تعيين المحمداوي جرى من خلال لجنة ضمت 6 شخصيات تابعة للحشد الشعبي وتحت إشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني. يمثل المحمداوي الخط الإيراني داخل الحشد الشعبي، أو ما تعرف بـ (الفصائل الولائية) المرتبطة بمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي.
من هو رجل الظل عبد العزيز المحمداوي؟
رجل الظل من الكواليس الى الواجهة اخيراً برز الى الواجهة الظل الذي كان يتبع الارهابي قاسم سليماني والارهابي ابو مهدي المهندس اينما ذهبوا، حدث ذلك بعد موت سليماني والمهندس فلم يجد الظل بداً من كشف اللثام عن الوجه القبيح لحقيقة ظل سليماني والمهندس وهو ذراعهما ذات المخالب التي تقطر منها دماء مئات العراقيين اطفالاً ونساءً وشيوخاً ورجالاً الذين هربوا من جحيم الحرب ونزحوا الى أماكن ظنوها آمنة فتلقتهم انياب وخالب ابو فدك حيث غيب الرجال في معتقلات وسراديب وسجون تحت الارض وشرد النساء والاطفال يتسولون في الشوارع بغداد والمحافظات الاخرى بعد ان اصبحوا ارامل وايتام لامأوى ولامرعى يلتحفون السماء ويفترشون الارض هذه البقية التي نجت من المقابر الجماعية والدفن تحت التراب وهم احياء كل ذلك كان يجري من تحت عباءة سليماني والمهندس وفي ظلال الحشد الشعبي المجرم وتحت ذريعة دحر الارهاب والضحايا كانوا نساء واطفال المناطق السنية في غرب وشمال العراق، كان ابو فدك المحمداوي هو الذراع التي بطشت بسكان هذه المناطق واستحلت دمائهم وقطعت اوصالهم وشتت جمعهم وقضت على ابسط احلامهم في الحرية والحياة.
كان المحمداوي الناب المسموم الذي نشأ في احضان منظمة بدر الارهابية ورضع من زعافها فتنقل في الفترة بين 1983 – 1991 بين لعب دور المرسال والمشفر بين استخبارات فيلق بدر وبين اطلاعات الحرس الثوري الارهابي وبعد ان اشتد عوده وتمرس صار احد المحققين مع الاسرى العراقيين في المعتقلات الايرانية إبان الحرب العراقية الايرانية وفي هذه المرحلة بدأت بوادر الشخصية السادية لدى المحمداوي بالظهور وهو يشاهد ومن ثم يمارس الة القمع الوحشية وهي تنزع من صدور وافواه المعتقلين والاسرى تحت وطأة اقصى آلات التعذيب الجسدي والفكري والنفسي ليشعر بعدها بنشوة النصر على ضعفاء لاحول لهم ولاقوة تحت ارهاب التعذيب القسري لأنتزاع المعلومات الصادقة وحتى المبالغ فيها من الاسرى، خلال هذه السنوات تبلورت لدى المحمداوي نزعتين سوف تصبح فيما بعد عضواً تكوينياً في بناء شحصيته الاولى العمل السري تحت المؤسسات والشخصيات النافذة والجلد بسوطها والقطع بشفرتها ومن تحت عباءتها والشخصية الثانية هي الشخصية السادية النفسية المتمثلة بالتلذذ بتعذيب الضحايا المعتقلين والتمتع بسماع صرخاتهم وانينهم تحت الآلات وجنازير الترهيب والتخويف بذريعة استخراج واستخلاص المعلومات منهم. ظهرت هذه الصفات عند المحمداوي بشكلها الواضح عند مشاركته في احداث الثورة الشعبانية في العراق عام 1991 حيث اشترك فيلق بدر والمحمداوي منضويا تحت رايته فقاموا في عمليات التخطيط لمد جسور العبور وفتح الثغرات داخل الاراضي العراقية في المحافظات الجنوبية وتأمين هذه المعابر لفيلق بدر والحرس الثوري. بعد هذه المرحلة ظهرت اطوار جديدة لشخصية المحمداوي حيث اظهر تدافع الاحداث استلامه لقيادة خلية الاستجواب والتحقيق وجمع اسماء الموظفين الحكوميين وفي مقدمتهم رجال الشرطة والامن نزولاً الى عامل النظافة في المدرسة. بعد انتهاء الاشتباك مع الشرطة في النجف بداءت محاكم التفتيش التي ادارتها القيادات الصغيرة في فيلق بدر والحرس الثوري ومن ضمنهم المحمداوي، حيث قاموا بأعتقال كل من له علاقة وظيفية بالدولة وزجهم في مدرسة الحكيم في النجف للتحقيق معهم وانتزاع المعلومات عن من لم يعتقلوا ومن ثم تصفيتهم بطرق مختلفة كان ارحمها اطلاق الرصاص عليهم هذا مارواه شهود العيان الذين نجوا من قبضتهم. اكتسب المحمداوي من هذه التجربة خبرة جديدة وان كانت على نطاق محدود ولكنها سوف ترسم منهجه القيادي الوحشي في التطهير العرقي ضد السنة في المحافظات الغربية فيما بعد، هذه الخبرة كانت تطبيق لسياسة الارض المحروقة حيث تم حرق كافة دوائر ومؤسسات الحكومة والوثائق وارشيف هويات الاحوال المدنية وكاتبها وملفاتها كاملة ولم تسلم حتى المدارس والنوادي والمنتديات الاجتماعية منهم. اضافة الى ممارسة الضغط النفسي والترهيب لعامة الناس عن طريق الاعدامات الميدانية في مرقد الامام علي بن ابي طالب في النجف ومرقد الامام الحسين في كربلاء حيث كانت ساحات هذه المراقد تغرق بدماء الضحايا.
اليوم يعتبر عبد العزيز المحمداوي الرجل الأول ضمن كتائب حزب الله (الارهابي) في العراق بعد اكتسب خبرة طويلة في القتل والتعذيب والترويع والتخويف واصبح جاهز لدور قيادي اكبر من سابقه. حسب المصادر الاعلامية يحمل عبد العزيز المحمداوي اكثر من اسم حركي لضمان أكبر قدر من السرية والغموض لتحركاته وارتباطاته ومن هذه الاسماء ابو فدك وابوحميد والخال. يقول عنصر سابق في الحشد قاتل تحت قيادة المحمداوي، ان كنية المحمداوي كانت “أبو حميد” خلال قيادته عمليات الكتائب في جرف الصخر جنوب بغداد. واضاف ان المحمداوي كان أول من يستقبل الارهابي قاسم سليماني خلال تلك المعارك في مقر إقامته في جرف الصخر، موضحًا أن المقر كان ضخمًا جدًا وكان يطل على سجن خاص بكتائب حزب الله، تجري التحقيقات فيه مع المعتقلين بالاضافة الى التعذيب الجسدي والنفسي والقتل كله بإشراف المحمداوي شخصيًا وانه انتقل بعد تحرير جرف الصخر إلى صلاح الدين وتحديدًا إلى قضاء بيجي شمال بغداد، وقد استقر في منطقة المزرعة وقاد عمليات الكتائب من هناك.
وحسب المصدر الصحفية ان المحمداوي كان المشرف على المليشيات التي نفذت مجزرة ساحة الخلاني والسنك في بغداد بحق المتظاهرين، وانه كان المسؤول الاول عن عمليات خطف الناشطين ومهاجمة مكاتب الفضائيات ووكالات الانباء العربية والاجنبية في الأسابيع الأولى للتظاهرات في بغداد. ولم يقتصر دور المحمداوي على العراق فقط بالشارك ان المحمداوي في القتال في سوريا بجانب نظام بشار الاسد المجرم وانه قام بالعديد من جرائم الحرب في بلدة القصير بريف حمص، وبريف حلب.
ان الفكر الذي يحمله هولاء الارهابيون والقتلة من امثال المحمداوي هو نابع من الولاء، ولكن هذا الولاء لايكون للوطن ولا للقومية وانما يكون لعقيدة الامام المهدي الغائب ونائبة الولي الفقية الذي على رأس السلطة في ايران وهذا الذي ولد فكرة تطبيق الاحكام الالهية الذي من المفترض ان يقدم بها المهدي لدى ظهوره (حسب ما يزعمون)، فأصبح المحمداوي وامثاله يقنون بوجوب تطبيقها حتى وان كان ذلك قبل ظهور المهدي المنتظر وهذا الواقع اطلق شرعية الصلاحيات الجديدة لدى المحمداوي والتي انعكست بشكلها الجلي بعد سقوط نظام صدام الظالم حيث كانت ومازالت هذه الايديلوجية هي المحرك وقطب رحى الذي اطلق العنان للمحمداوي وجميع المليشيات والاحزاب الولائية التابعة لإيران.