الجهل، والمرض، والفقر ثلاث آفات تفتك بالحضارات والشعوب لا يمكن ان تجده مجتمعا في مكان واحد وهو بأعلى مستوياته الا في بلد الضياع حيث الداخل اليه مفقود الهارب منه مولود؛ وقد برر شاعر البلد معروف الرصافي ذلك واماط اللثام عن السبب فقال
أرى مستقبل الأيام أولى بمَطْمَح من يحاول أن يسودا
وعاشوا سادة في كل أرض وعشنا في مواطننا عبيدا
إذا ما الجهل خيّم في بلاد رأيت اسودها مُسِخَت قرودا
وهذا ما حدث في غابة العراق فقد مسخت فطرهم ونفوسهم فصار فيها الاحياء الاموات الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون صاروا اسيادا وقادة اصلاح، اوقدوا نار الطائفية وحصدوا في ضياءها ارواح الشعب وقذفوها في محارقهم السادية، جهلة الامس هم علماء اليوم قتلة الامس هم قادة اليوم في برلمان العراق ووزاراته وفي كل مفاصله، ظل مقتدى الصدر ويده الباطشة حاكم الزاملي يقبع على صدور البؤساء في العراق تحت قبة البرلمان اعلى سلطة في البلد، الخليط الهجين بعثي الامس صدري اليوم، نائب لرئيس برلمان العراق اليوم كان احد ضباط المخابرات العراقية في العهد البعثي ومن سخرية الاحداث ان يلتقي بأحد مروجي قانون اجتثاث البعث وهو مقتدى الصدرحيث تتقاطع بهم المصالح وتتصافح الاجندات لا على اجتثاث البعث ولكن على اجتثاث الشعب من جذوره والقذف به في مهب الردى ومهاوي الانحطاط، بعد سقوط بغداد عمل الزاملي مسؤول استعلامات في مقر حزب التجمع العراقي الحر الذي أسسه الصناعي المعروف عبد المحسن شلش، ثم نسق مع مجموعة ارهابيين للهجوم على مقر الحزب، والاعتداء على شلش وخطفه وابتزاز اسرته لقبض الفديه، ثم القاءه بعد تكسير أطرافه في منطقة قناة الجيش فعض اليد التي امتدت له بالإحسان، توسط له أخوه وليد الزاملي المقرب من قيادات التيار الصدري ليحصل على وظيفة مدير الشؤون الادارية في وزارة الصحة، التي صارت ضمن المحاصصة الطائفية والعرقية من حصة التيار الصدري ومن هنا قفز الى منصب وكيل وزير الصحة لشؤون الادارية والمالية بسبب دعم مقتدى الصدر له وعلاقته الحسنة بوزير الصحة د.علي الشمري، برزت اهميته لدى مقتدى الصدر واكتسب ثقته فولاه الصدر مهمة تحويل الأموال الى مكتب الصدر وبقية مكاتب جيش المهدي وتمويلها من خزينة الوزارة بعمليات الخطف والابتزاز التي كانوا بارعين في تنفيذها ضد خصومهم وابناء شعبهم، من هنا بدا الزاملي بتركيزقاعدة للارهاب في وزارة الصحة التي من المفترضان تكون مهماتها الحفاظ عى حياة العراقيين فاصبحت قاعدة لتمويل جيش المهدي وعملياته وغطاء تتسترتحته فكانت سيارات الاسعاف تستخدم في عمليات الخطف والاغتيال وكانت ردهات الطب العدلي ومشرحته موقع للقتل والتعذيب والتصفية ذي حصانة لايمكن الشك بها او اختراقها، بدأ الزاملي بقيادة فرق الموت بتصفية وقتل الاطباء والاساتذة من خلال كشوفات وقوائم اسماء المنتسبين في الوزارة فستطاع الوصول الى عناوينهم وتصفيتهم، وكان يتم قتل اي مريض من أهل السنة يرقد في أحد المستشفيات الواقعة تحت نفوذ 150 عنصر مليشيا يقودهم بشكل مباشر هو والعميد حميد الشمري، وكان ينفق على عناصر جيش المهدي ويكافئهم من خزينة الوزارة وعين مجموعة ثابته منهم فوق مبنى الوزارة مجهزين بقناصات لقتل أي مشتبه به، الأمر الذي تسبب في مهاجمة الوزارة بقذائف الهاون أكثر من مرة، ولم يقتصر الامر على العراقيين بل تعداه الى خطف الاجانب العاملين في العراق ومن اشهر العمليات التي قام بها الزاملي بالتنسيق مع ضياء النوري الاسدي (صدري كان مسؤول امن وزارة النقل والذي اصبح رئيس كتلة الاحرار في البرلمان) كانت عملية خطف اربعة مواطنيين من جنوب افريقية يعملون لدى شركة سيفنت للخدمات الامنية في منطقة الشعب في بغداد بتاريخ 10/12/ 2006 تم استلام الفدية بسرية. وعندما فاحت روائح القتل والفساد داهمت قوة من الامريكان منزله للتفتيش في 30 اكتوبر 2006 ثم أوقفت تلك الاجراءات لأسباب غير معروفة، برغم الشكاوى الكثيرة ضده لكن المعروف أن ترك مطاردته جاء على خلفية صفقة بين مقتدى الصدر ورئيس الوزراء نوري المالكي، قام الزاملي باختطاف د.على المهداوي مرشح جبهة التوافق لمنصب وكيل وزير الصحة، وكان المهداوي قد اختفى مع بعض حراسه وفيهم شقيقه بعد دخوله مبنى الوزارة، ولم يعثر عليه الى اليوم. ثم اتبعها باختطاف عمار الصفار الوكيل الثاني للوزير وهو من كوادر حزب الدعوة. كان الزاملي يقوم بمساومة ذوي المخطوفين وبعد تسلم مبالغ الفدية ثم يتم قتلهم وبيع جثثهم والمتاجرة بها، وعندما ألقي القبض عليه في 9 فبراير 2007 في مستهل اعترف بعد اعتقاله مباشرة على وزير الصحة وقدم للمحققين الأمريكان أسماء 61 من قادة فرق الموت في بغداد والنجف والسماوة واعترف باستخدامه عربات الاسعاف لنقل الأسلحة والمطلوبين من أفراد جيش المهدي ونقل المختطفين الى منطقة خلف السدة لقتلهم هناك، كانت سرعة اعترافه وانتشار تفاصيل تلك الاعترافات جعلت الأمريكان يعلنون عن أن لجنة تحقيق أمريكية برئاسة الكولونيل مارك مارتنيز أحالت حاكم الزاملي واللواء حامد الشمري قائد حماية وزارة الصحة الى محكمة. وصرح رئيس الوزراء المالكي بموافقته على احالة الاثنين الزاملي والشمري للمحاكمة. صرحت قيادات في جيش المهدي والتيار الصدري، بأنها ستقف الى جانب الزاملي مع التشكيك بصحة الاتهامات لانه في حال تم التعمق معه في التحقيق سيتم كشف ملفات مقتدى الصدر وجيش المهدي كاملة. وفي 2009 أعلنت المحكمة الجنائية العراقية عن اطلاق سراح كل من حاكم الزاملي ووكيل وزارة الصحة الأسبق الشمري وازالت جميع التهم المسندة اليهما بعد عام من الاعتقال. وعندما سأل القاضي لاحقا عن واقع البراءة كان رده “ان من قتل المئات فهو لن يهتم اذا أضاف اليهم افراد عائلتي وانت تعلم بتن جميع الشهود الذين رفضوا الى المحكمة تم تهديدهم جميعا”. بعدها اصبح رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب بين 2014-2018 ومن هنا بدأ فصل جديد من اجندة الارهاب الفاسد، قام وزير الدفاع خالد العبيدي بتكليف مدير العقود في وزارة الدفاع الفريق هادي عذاب بالتعاون مع حاكم الزاملي وشقيقه لعقد صفقة اسلحة مع شركة جورجية لكن هذه الشركة التي تم شراء السلاح منها ثبت انها شركة وهمية وهي عبارة عن غرفة بفندق في دولة افريقية وقد تم استلام مئات الملايين من الدولارات من خزينة البنك المركزي مقابل هذه الصفقة. اليوم ترى الزاملي يقبع تحت قبة البرلمان العراقي بصفة نائب رئيس البرلمان العراقي فهو الان الحاكم الناهي في البرلمان وهو المسيطر على القرا هناك مع العلم ان رئيس البرمان محمد الحلبوسي هو مجرد لعبة بيد الصدر والزاملي وانه قبل بهذا الدور فقط ليبقي على منصبه في البرلمان. تحت قبة البرلمان يبدأ الزاملي بتشكيل قبة الفساد والارهاب التي يقبع تحتها هو ومقتدى الصدر ومن خلال هذه القبة بدءوا بمد اذرعهم التي ما ان تفوح منها عفونة الفساد حتى يسارع المقتدى الصدر وظله الزاملي الى قطعها والتبرأ منها فدأبهم التزميروالتطبيل كرعاة للإصلاح صدقا وحقا
وإنَّ عناءً أن تفهم جاهلاً ** فيحسب جهلاً أنه منك أفهم
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه ** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
متى ينتهي عن سيءٍ من أتى به**إذا لم يكن منه عليه تندُّم
الاذرع التي مدها حاكم الزاملي كانت وليد الزاملي وشاكر الزاملي وغيرهم من اشقاء حاكم الزاملي كانوا معاول الهدم والردم واظافره المسمومة التي تنهش لحوم العراقيين وتغرقهم في اوحال الفقر والعوز. المضحك المبكي ان الزاملي والصدر، هم اول من ينوح ويلطم على مظلومية الاصلاح الضائع وهم رواد من يكافح الفساد ويحاسب المفسدين ويعاقبهم بالمنع من السفر تارة او بالاستجواب في البرلمان تارة اخرى وبالتهديد والوعيد والتنديد
ولو ألفُ بانٍ خلفَهم هادمٌ كفى ** فكيفَ ببانٍ خلفَهُ ألفُ هادمِ
لكن سجلهم الملطخ لن يسترعورات ابدها الصدر وظله الزاملي رقصوا بها على مآسي الشعب ظلما وقهرا، اليوم يعدون العراقيين انهم في حال استلامهم رئاسة الوزراة فسوف ينعم العراق بالعيش الآمن الرغيد لكن نسوا انهم منذ تسعة عشرسنة كانوا ملتهمين لسبعة وزارات ادت لا اقول لعدم تقدم العراق بل بتقهقره الى العصور الحجرية والطباشيرية، فصار العراقي مسخا حيا لأنسان ما قبل التاريخ (نياندرتال)، مستشفيات تسرح فيها الجرذان والحشرات خدماتها متهالكة خلال اسبوعين احترق مستشفيان وتبعهما اخران جثث المرضى المحروقة وصيحات ذويهم عجت في السماء، ومياه ملوثة، وكهرباء منعدمة، وخدمات لم يعد يحلم بها الناس طرق وبنى تحتيه ومطارات وطائرات مهترئة، في كل يوم يطفو ملف وما خفي اعظم فقد نخر الفساد وزارات الصدريين الى النخاع فمرحى لحماة الإصلاح، فما الذي سوف يحصل اذا جثم الزاملي ومقتدى الصدر على رئاسة الوزراء، ان غدا لناظره قريب
الصدر ملطخة يداه بدماء العراقيين الأبرياء