تعتبر الأجهزة الأمنية في اغلب دول العالم الثالث ومنها العراق سيفاً مسلطاً على رقاب الناس الابرياء، فلقد قامت بأعمالاً وافعالا مشينة لا تتوافق او تتناسب مع القيم والأعراف السماوية أو الدولية، فقامت هذه الاجهزة بنتهاكات بحقوق الإنسان بشتى وأبشع أنواع التعذيب والترهيب بعيداً عن انظار القانون، أصبح كل عراقي عرضة لبطش تلك الأجهزة الامنية السادية بسبب أو بدون سبب وأصبحت أنفاس المواطن العراقي معدودة عليه وانعدمت حرية الكلمة وسادت حالة من النفاق الاجتماعي والسياسي في أوساط المجتمع العراقي بما في ذلك اقليم كردستان. وجدت هذه الاجهزة لخدمة المواطن في البلدان المتقدمة ولكن في العراق بما في ذلك اقليم كرستان وجدت الاجهزة الامنية لخدمة الزعيم والقائد والحزب الحاكم والمليشيا وتحقيق مصالح ومنافع القائمين على تلك الأجهزة.
الاسايش هو جهاز الأمن والاستخبارات الداخلي لأقليم كردستان العراق وان الغرض من انشاء هذا الجهاز هو لحفظ الأمن في الاقليم، ولكن حال جهاز الاسايش هو كحال الاجهزة الامنية الاخرى في المنطقة بمعنى اخر ان جهاز الاسايش اصبح همه الشاغل هو خدمة البارزانية والحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الاتحاد الوطني الكردستاني في الاقليم وخدمة مصالح رجال الجهاز نفسه. فلقد سلطت قوات الاسايش بطشها على الاكراد قبل العرب وانتهكوا حرية الصحافة في جميع انحاء الاقليم وهجروا الكثير من العوائل العربية بحجة الارهاب وغيبوا الكثير من الرجال والنساء في السجون بعيدا عن اعين المنظمات الانسانية وقمعوا التظاهرات السلمية بحجة حفظ الامن في الاقليم وطردوا ومنعوا الكثير من العرب والاكراد من دخول الاقليم بحجت حفظ امن الاقليم. ولكن الحقيقة تظهر عكس ذلك حيث ان جهاز الاسايش كان وما زال جهاز قمعي للاكراد والعرب بغيت التخلص من اي منافس للبرزانية والطلابانية والضرب بيد من حديد على اي خطر يهدد مصالح الحزبين او مصالح الاشخاص الذين يعملون في الجهاز نفسه.
ان اعتقال وتعذيب وقتل أشخاصاً على خلفيات سياسية لفترات طويلة من قبل سلطات الاقليم وخصوصا قوات الاسايش بشكل ممنهج لغرض قمع او دحر اي فكر او حركة تدعو لتغير واقع المواطن في الاقليم. دأبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” من خلال التقارير التي تصدرها دورياً بالاستناد إلى شهادات موثقة، على اتهام السلطات في إقليم كردستان العراق باستخدام أسلوب التعذيب بشكل منهجي في سجونها. واضافت إن حكومة الإقليم تعذب الأطفال المحتجزين بالضرب والصعقات الكهربائية؛ لانتزاع الاعترافات منهم. واللافت للانتباه أن وزارة الخارجية الأمريكية خصصت في تقريرها السنوي عن وضع حقوق الإنسان في العالم لعام 2017، قسماً لانتهاكات حقوق الإنسان في اقليم كردستان العراق، وجاء في هذا التقرير أنه توجد العديد من حالات التعذيب في سجون قوات الأمن الكردية المعروفة بـ”الأسايش” منها التعذيب باستخدام الكهرباء والماء بحيث لا يترك أثراً على أجسام المعتقلين.
وتشير التقارير ايضا بأن قوات الاسايش المسؤول الاول عن الاعتقال التعسفي للصحفيين والنشطاء ورموز المعارضة السياسية في الاقليم بهدف إسكات الأصوات الحرة الأخرى وتخويف بقية الفاعلين في المجال الصحفي. ان منظمة العفو الدولية تعتبر كل من يزج به في السجن بسبب ممارسة حقه في حرية التعبير عن الرأي بشكل سلمي سجين رأي، وتدعو إلى إطلاق سراحه فوراً وبدون قيد أو شرط. ومن المتعارف عليه انه لا يجوز اعتقال الصحفي والتحقيق معه بدون ابلاغ نقابة الصحافة، وبغير ذلك فان الاجراء هو غير قانوني. ولكن اغلب الاعتقالات تكون بدون تصاريح لنشر. وان من احد اسباب الاعتقالات هي موضوعات او المقالات الصحفية التي تنتقد مسؤولين حكوميين في اقليم كردستان، واحتجازهم دون اتهام أو محاكمة لمدد تتراوح بين عدة أسابيع إلى سنة. وتحدث التوقيفات والاحتجازات وغيرها من الانتهاكات لحقوق الصحفيين ومنتقدي الحكومة في منطقة اقليم كردستان العراق في مناخ من الإفلات من العقاب، فلم يلاحق أفراد الأسايش أو غيرهم من القوات الأمنية قضائياً على تجاوز سلطاتهم أو انتهاك حقوق المحتجزين وتوقيف صحفيين أثناء تغطيتهم للمظاهرات ودائما ما تحاول اجهزة الاسايش تطبيق اجنده معينه تهدف من خلالها قمع حرية التعبير. وفي السنوات التي مضت انتشرت مزاعم حول بعض حالات الاختطاف من قبل قوات الاسايش سواء في اقليم كردستان او كركوك او الموصل بغية تصفية بعض الحسابات السياسية في المنطقة مع أن كلمة الاختطاف لا تقال إلا لجهة غير شرعية أي مافيا أو عصابة، ولكن العجب هو استمرار الأسايش في اتباع هذا الاسلوب العصاباتي مع أنهم سلطة حاكمة وبمقدورهم اعتقال أي شخص يريدونه علناً وجهارة.
ان الانظمة التي تعاقبت على حكم العراق ومنضمنها اقليم كردستان تبنت مبدأ صناعة الخوف في نفوس الشعب واصبحت تطبق نظرية الأحسن أن يخافك الناس على أن يحبوك، فاصبح الخوف والترهيب هو السلاح الأول لكل نظام حكم العراق، وان استراتيجية نشر الخوف تحت مسمى حفظ الأمن اصبحت ميزة لكل حاكم عراقي، وان التضخيم أدوار الأجهزة الأمنية (مثل الاسايش) والاستخباراتية في الدولة اصبحت ضرورة لكل نظام مستبد وظالم ليس من اجل الشعب وانما من اجل إضفاء الشرعية على أفعاله، وتجريد خصومه من تلك الشرعية، ووصفهم بالتآمر والخيانة والإفساد فى الأرض وتعكير صفو الأمن وقمع حرية الشعب وحرية الصحافة، كما قال ابن خلدون “يقلب الحاكم توجسه وغيرته من شعبه إلى خوف على ملكه، فيأخذهم بالقتل والإهانة”.
great and outstanding blog site. I really want
to thank you, for giving us far better information.
Fantastic article. Articles that have purposeful and also insightful information are much more delightful.