كانت الحكومة العراقية في نسختها الخامنئية ومن تحت العباءة الإيرانية وفي ظلال الحرس الثوري كانت تعطي الضوء الاخضر للميليشيات بقتل وضرب وخطف وتعذيب المتظاهرين الاحرار في بغداد وبعض محافظات العراق الجنوبية من خلال آلة القتل الإيرانية باوامر من قيادة فيلق القدس واذرعها الاخطبوطية في العراق، ان الغرض من هذه العمال الاجرامية هو ان إيران تسعى الى ارسال رسالة مفادها أنها لن تتسامح مع أي خطر يهدد إمبراطوريتها الصفوية في منطقة الشرق الاوسط، وأن العراق سيبقى تحت أقدامها.
بعد المذابح العديدة التي حدثت في بغداد وباقي المحافظات الجنوبية في العراق، حثت منظمة حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية الحكومة العراقية على كبح جماح المليشيات المسلحة التي كانت المسؤولة عن قتل وضرب وخطف المتظاهرين العزل. فلقد قامت المليشيات المدعومة من ايران باخذ الأيعاز من قاسم سليماني باستخدام جميع انواع الاسلحة مثل البنادق والسكاكين والهروات والمفكات للقضاء على ثورة الشعب السلمية. تعرض المتظاهرون لإطلاق النار والطعن والقتل عندما هاجمتهم المليشيات المسلحة وكانت المليشيات اشبه بقطيع من الذئاب الشرسة والمتعطشة للدم. مما لا يثير الدهشة أن المسلحين كانوا يحملون لافتات عن المنظمات الجهادية الشيعية التي تدعمها إيران.
ان روايات الشهود والفديوهات تظهر إن المسلحين جاءوا في شاحنات صغيرة وحافلات صغيرة، وفتحوا النار على المتظاهرين العزل واستهدفوا الناس بإطلاق النار عليهم مباشرةً وليس في الهواء، وانهم لم يكونوا ملثمين لأنهم لا يهتمون إذا عرفهم احد، وهذا يثبت ان هذه المليشيات قد حصلت على تصريح بهذه الاعمال الارهابية وبتفويض من الحكومة العراقية بتنفيذ الاجندة الخامنئية بقراءة سليماني مع غض الطرف عن الحقوق الدستورية للشعب العراقي المضطهد لتسحقه بساطيل الحشد الشعبي بنسختها السليمانية واذرعها المليشياوية المسمومة تحت انظار ومسامع المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ومظلة البرلمان المندس في جيب ايران وفيلقه وحشده الطائفي الموتور. ان الدولة العراقية هي التي تدعم وجود الميشيات المختلفة من امثال منظمة قوات بدر، ومليشيا عصائب أهل الحق، ومليشيا سرايا السلام، ومليشيا لواء أبو الفضل العباس، ومليشيا النجباء، ومليشيا جيش المؤمل، والقائمة تطول وكل هذه المليشيات اصبحت تحت مظلة الحشد الشعبي الذي قام بالعديد من جرائم الحرب في محافظات وسط وشمال العراق بحجة محاربة الإرهاب.
لقد وهبت – العمامة الصفوية السوداء الحصانة التامة للأيادي الإيرانية تعبث بحرية في حياة وقدرات الشعب تحت قمع وتهديد عصا المقبور سليماني وجلاوزة الاحزاب وجلادي الحشد الصفوي- وهبتهم الشرعية لأعمالهم الإرهابية بلا حساب او خوف من التبعات والمسؤولية المترتبة على ذلك كيف لا اذا كان الحارس هو السارق والجلاد هو القاضي والتبرير قد صدر بصك شرعي مقدس اطلقة روح الله الخميني بولاية الفقية المزعومة فهو ساري المفعول منذ عقود مع تقبل النفوس المريضة التي رضعت سمه من اصول الكتب والمدونات الإمامية الاثنى عشرية التي كوت نارها اهلها واحرقت أوارها من جاورهم وعاش معهم، فوزارة الداخلية حصة محفوظة لفيلق بدر الإرهابية بحيث تحكم قبضتها على كافة مفاصلها من اعلى الى قاعدة الهرم فيها، اما الجيش فهو كعكة عيد الميلاد التي تتشاطرها المليشيات والحصة الكبرى لفيلق بدر وجيش المهدي، واما اجهزة الاستخبارات فهي من نصيب المجلس الاسلامي الاعلى والمنشقين عن حزب الدعوة وفيلق بدر وبذلك ينجلي النظام عن بعبع الفساد المخيم على مؤسسات الدولة القابضة وبعدها حدث ولاحرج فالأجهزة الأمنية والجيش كلها ملغمة بالعناصر التي ولاءها العقائدي اولا وقبل كل شيء لإيران ببرنامجها الاصولي الديني بنسخته الامامية الاثنى عشرية التي مسخت نظام الدولة العراقية بما هي عليه الان . هذا الذي يفسر مسلسل الانفلات الامني والتدهور على كافة المستويات بدأ من تمكن مليشيات وعصابات الحشد من الدخول الى وسط بغداد متجاوزين (او متفقين مع) بطريقة أو بأخرى نقاط التفتيش الكثيرة المنتشرة في جميع أنحاء بغداد والمحافظات الاخرى لتنفيذ المخطط الارهابي الصفوي لقطف أعناق الشعب.
ان السلطات العراقية تحاول جاهدة الدفاع عن نفسها بإدعاء انه لاصلة لها بالهجمات التي حدثت ومازالت تحدث في بغداد والمحافظات الجنوبية، وفي الواقع وعلى الارض كانت تمرر من تحت الطاولة التصاريح والاوامر لحشد من المتعصبين والمتعطشين للدماء وعصابات إجرامية ومرتزقة كانت انيابهم تفترس المدنيين العزل الضعفاء تحت أنظار الحكومة العميلة التي من المفترض ان تكون المسؤولة بالدرجة الاولى عن حفظ الأمن بالعراق. ولكن الحقائق تظهر لتؤكد ان الهجمات لم تكن مجرد صدفة بل مخطط ابادة ممنهجة تحت قناع الديمقراطية ذاتها التي يدعي النظام الحالي في بغداد أنه يريد التمسك به.
فعلى سبيل المثال لو اننا فرضنا ان الحكومة العراقية لايد لها بدعم هذة المليشيات، فهل لها القدرة على مقاضاة المليشيات الموجودة على الساحة العراقية؟ الجواب هو لا، لان الحكومة العراقية ماهي الا موظف يدين عقائديا وبإمتنان لولاية الفقية وانها تأخذ الأوامر من نائب الامام الغائب وطبعا ممن تعينه (الجهة المقدسة) من النواب سواء كانت مؤسسات مثل الحرس الثوري بجناحيه فيلق رمضان بقيادة احمد فروزنده وفيلق القدس بقيادة المقبور سليماني وخليفته قاني والكل منضوي تحت عباءة الخامنئي، كانت احدى أثافي هذه العباءة هي وضع الجيش العراقي تحت مظلة الحشد الشعبي ويعتقد أن كشف الحرس الثوري الإيراني عن نواياه بشأن مصير الجيش العراقي، بهذا الشكل العلني، ربما يؤشر على اختلاف قواعد اللعب في المنطقة وتعمد طهران لتحييد الجيش العراقي خلال أي نزاع تخوضه مع الولايات المتحدة، ووفقا للرؤية الإيرانية، التي يكشف عنها ساسة عراقيون، فإن طهران لن تمانع بقاء المؤسسة العسكرية العراقية، الممثلة بالجيش، شرط أن تكون تابعة للحشد الشعبي في محاكاة صريحة لنموذج الحرس الثوري الذي يتبع له الجيش الإيراني.
الحقيقة الواضحة للعيان هي ان إيران العقائدية لا يمكنها المخاطرة بخسارة العراق لأنها سوف تؤثر على توسعاتها الإمبريالية لتصدير ثورتها في سوريا ولبنان واليمن وحتى التهديد الذي تشكله على القوى الإقليمية كدول الخليج العربي فمن خلال الوحشية المطلقة التي تمارسها المليشيات العقائدية المدعومة من ايران، ترسل إيران رسالة مفادها أنها لن تتسامح مع أي خطر يهدد إمبراطوريتها الصفوية وأن العراق سيظل تحت سيطرتها وانها لن تتهاون مع العراقيين الذين يجرؤون على التفكير على عكس ذلك. ولكن بدلاً من إجبار الشعب العراقي على السكوت، فإن أعمال العنف الفظيعة هذه قد تشجع المتظاهرين عن التخلي عن التظاهر السلمي وأن يبدوأ بالدفاع عن أنفسهم ضد المليشيات المسلحة التي تدعمها إيران.