المكنسة الفارسية في ارض الرافدين

ويجثو على صدر العراق خويدم يعربد بأثرائه وعروشها

وما الدار فأفهم للعظيم بمنزل أذا سادت قرود البلاد اسودها

قد انقلبت اقفائها لوجوهها فأذيالها بين الغصون تقودها

معلقة على رأس اللئام علائم عمائم سوء للحضيض تسوقها

منابر جهل قد رفعن لسوءة بها علقت قناديل الظلام وقودها

فتغدو الى اغمارها في مشانقا تأرجحها فرس العلوج وغربها

عمال سوء يخدمون غزاتهم عضاريط في طول البلاد وعرضها

تخون بني الدنيا لتحرس نفسها واظفار المنايا قد نشبن بجلدها

سادوا على ضعف العجيف ببغيهم فأمست سادات العراق عبيدها

بعد ان دارت رحى الأيام تطحن أحلام العراقيين وتفصم ما تبقى من اشباح نفوس تهلهلت على اعتاب سنين من الفصام و الهيام والتوهان لا يعرف له ساحل ولا يستقر له ماحل اضحوا فيها رسم الارواح ومفندي الراح لا تظلهم سماء ولا تقلهم الغبراء ولا تغمض لهم عين و لا يطرف لهم جفن طارت افئدتهم من اهوال الطوارق وبلغت القلوب منهم الحناجر فدارت العقول في دوامات الاقاويل و الظنون  والاهوال لا يلوون علي شيء من تدبير الأمور وتصريفها، بعد ان وضع السباق الماراثونية اوزاره بعد ترجل فارسه المغوار مقتدى الصدر عن صهوة أحلامه واستنفذ اخر ما في جعبته من سهامه وانجر من جديد الى حنانته وأرز اليها يلعق جراح الهزيمة النكراء والمفضعة الشعواء تاركا الحلبة لغرمائه من الاطار متربصا بهم دوائر الزلل والهفوات العلل، لعله ان يظفر بهم بعد ان تلوكهم رحى الازمات التي تعصف وتقصف البلد الجريح وشعبه الكسيح، فيصبحوا لقمة سائغة يلفظها القاصي ويزدرها الداني، فقعد مقتدى يترصد تربص الثعلب الضارب بذنبه يغمض عينا ويبصبص بأخرى ينتظر زلة دجاجة الاطار متى تبتلع الطعم لينقض عليها ببراثنه، فأكتفى كعادته بالتغريد من قفصه الذهبي في الحنانة من تحت عباءة وزيره صالح محمد العراقي يندب حظه ويعوي على مظلوميته يوعد ويرعد ويبرق ويزبد ويلطم ويولول على الكعكة التي اكلها الاطار ولم يبقى منها الا الفتات، فنعق في أنصاره رافعا عقيرته بالنهي عن الاشتراك في هذه الحكومة  العباسية او اليأجوجية والماجوجية على حد تعبيره حيث قمعت إرادة الشعب وكممت افواه التي نسي مقتدى انه في أيام جيشه جيش المهدي كان يقطع ويحرق أجساد الشعب ليصادر حقه في الحياة و الحرية التي يتباكى مقتدى على اعتابها اليوم وقد نسي وتناسى ما قدمت يداه واقترفته رجلاه في جنب الشعب العراقي، وقد ظل ينعب ويولول بغيره من الترهات التي عربد بها لسانه ورفع بها عقيرته داعيا بالويل والثبور على من انشأ هذه الحكومة ومن أشترك فيها ولات ساعة مندم، وعودا على حكومة السوداني، كانت من أول فلتة بزغت وسال بها لعاب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من حيث بدأت دبكات التطوير (التطهير) الموعود على قاعدة مواعيد عرقوب غدت لنا مثلا وما مواعيده الا الاباطيل، ففي اول مؤتمر للسوداني سأله احد الصحفيين عن صحة تصريحات المالكي بشأن اقالة محافظين من التيار الصدري لم ينفي السوداني ذلك واخذ يبرر هذه الخطوات بتبريرات السياسة الشدقاء لا تسوغ لقمة فتتلاعب بها بين شدقيها، الذي لفت نظر الشارع العراقي عدم استهجان السوداني وانكاره على المالكي تدخله في قرارات حكومية بحته بل ولم يرد السوداني على الصحفي بأن ذلك شأن الحكومي بحت والمالكي ليس له دخل في سياساتها فكيف يتحكم بمصير محافظين في اعلى التسلسل الهرمي في الحكومة التي لا ضلع له فيها في الظاهر، فهنا بان وجهه الحقيقة الكالح واسفرت عن نابها المسموم ناب الحكومة الناعمة بلباس المرجعية الزاهد وفي جيبها خنجر المليشيات الفاسد، فكانت هذه اول بوادر الهفوات التي فضحت انسياق الحكومة في جارف تيار العمالة لإيران وميليشياتها في العراق بعد ان كادت أن تنطلي حيل الزهد والتقشف التي بان عوارها على أنها مطية الفاسد في لباس الزاهد ليبلغ الاماني ويحصد التهاني، بعدها اتسع الخرق على الراقع فزل السوداني واطاره في منزلق المهلة الزمنية لتحقيق الإنجازات التي وعد بها في اول ولايته لرئاسة الوزراء فحدد لنفسه مدة زمنية لإنجاز إصلاحات جذرية في البنى التحتية، البداية كانت بتوجيه ضربة الى مدير مستشفى الكاظمية بنقله مع طاقمه الى مكان اخر عقوبة على التقصير في أداء واجبه حدث ذلك بعد زيارة السوداني للمستشفى، لم ترق تلك الحركة للشارع العراقي فأستهجنها العراقيون على انها حركة اضرب الصغير ليخاف منك الكبير ومن باب تعليق اللوم على شماعة لا حول لها لستر المكشوف وذر الرماد في العيون، و للتأكيد علي جدية السوداني ومن خلفه الاطار التنسيقي في محاربة الفساد والتردي الإداري المتفشي في جميع مفاصل الدولة العراقية، بعد أسبوع واحد فقط من تولي الاطار التنسيقي بقيادة السوداني زمام الامور جاءت خطوة اضرب عصفورين بحجر واحد، التي تمثلت في مجزرة الإعفاءات الوظيفية التي طالت 169 مسؤولا رفيعا في الدولة من بينهم محافظو ذي قار محمد الغزي والنجف ماجد الوائلي (الصدريين) ورئيس جهاز المخابرات رائد جوحي ورئيس الامن الوطني حميد الشطري وثالثهم  أبو رغيف مع ما يزيد عن 200 مسؤول في رواية أخرى، هذه النقلة النوعية في (التطوير) وصفت من قبل العراقيين على انها تطهير وكنس للبيت الشيعي بمكنسة (ساخت ) ايران، بعد ان فاحت رائحة التطهير الطائفي من هذا القرار وانه مدفوع من بأيدي إيرانية سارع السوداني والاطار بنفي التهمة والاعتذار بان ذلك اجراء قانوني لان هؤلاء عينوا بدون قرار برلماني من حكومة تسيير اعمال وأن هذا الاجراء بعيد عن التطهير الطائفي والانتقامي من شركاء الامس واعداء اليوم من الصدريين، فلم تنطلي هذه الزخارف والتنميقات على اسخف العقول فقد فاح نتن ريحها وبان عوارها، فبادر الحمل الوديع بإيعاز من العامري وزعيق المالكي بإعادة تعيين بعض من شملهم الاعفاء مثل محافظي ذي قار والنجف في حركة لحفظ ماء الوجه امام العراقيين والناس واذا لم تستح فأصنع ما شئت، اكدت هذه النقلة ان الحكومة ذات قرارات في مهب الريح اذا ناشتها عواصف الاقاويل، وهذه احد بوادر الهشاشة في قرارات السوداني التي فضحت وبالمكشوف قواعد القرار وصناعه في حكومة مهلهلة ينتظر متى يقال له اكمل ومتى يقال له قف مكانك، فهي لا ترتقي الا لتكون حكومة دمى وعرائس بخيوط المرجعية تحركها ايدي إيرانية على مسرح العراق المتخم بالفساد والفاسدين، من جهة أخرى كانت هذه الحركة احدى طرقات المطرقة الإيرانية لإزاحة تركة الكاظمي لفسح المجال امام قيس الخزعلي وفصائله الولائية لتسلم زمام المخابرات والتي اغضبت المالكي والعامري الذين اكلتهم الأيام وأهرأتهم التجارب فسحب البساط من تحت ارجلهم ورفعت الفارسية يدها التي طالما لعقوها واللعاب يسيل من جوانب أشداقهم وانيابهم الزرقاء تقطر من دماء العراقيين كما سيأتي معنا لاحقا،  ‏السؤال الذي يبرز الى الواجهة ما هي البدائل التي وفرتها حكومة السوداني في مجال إدارة الدولة وعلى أي القواعد والأرضيات الرصينة سوف تستند في تطوير العراق وبناه التحتية، الجواب كان عبارة صدمة متوقعة جوابها في الحلقة القادمة فمرحبا بكم في عراق الفلتات من حيث ترتقي الفرص من حضيض المقابر الى سدة الحكم وأعلى المنابر.                        

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.