صفحات التاريخ مليئة بمواقف للظالمين، وكيف اذاقوا البلاد والعباد الويلات، حتى ظنوا أنهم لن يقدر عليهم أحد. الغدر والخيانة صفتان ذميمتان خسيستان، لا يتصف بهما إلا أحقر الناس وأضعفهم وأذلهم، فإذا عجز عن مواجهة خصومه غدر بهم في الخفاء، وطعنهم من الخلف، وخانهم وهم يأمنونه، كما هو فعل المنافقين عبر الأزمان. العراق يباع ويشترى على أيدي الخونة والسفلة من أبنائه الذين باعوا شرفهم وما بقي من كرامتهم في سوق المصالح وفتات المال من أسيادهم الفرس.
وان أحد هؤلاء الخونة هو كلب إيران المسعور المجرم هادي العامري الذي ويقول عنه بول بريمر “ان العامري قاتل بلا ضمير وان التاريخ سوف يلعنه وسيفضح امره عاجلاً أم آجلاً”، ويضيف بريمر” إن إيران ستكون ممتنة كثيراً للعامري وصولاغ، وربما ستكافئهما بإقامة تمثالين لهما في وسط طهران”.
تكشف السيرة الذاتية للسفاح هادي العامري محطات قتل واجرام وعمالة وخيانة مثيرة ومقززة في الوقت نفسه فانه يحمل الجنسية الإيرانية بالإضافة إلى العراقية، وشارك في تأسيس فيلق من القتلة والمجرمين الا وهو فيلق 9 بدر بوصفه الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، الذي قاد عمليات قتل وسلب مسلحة في جنوب العراق، وتحديدًا في منطقة الأهوار. لقد شارك كلب إيران المسعور العامري في المعارك إلى جانب القوات الإيرانية ضد القوات العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، وتولى عملية التحقيق مع الجنود الأسرى العراقيين خلال الحرب العراقية الايرانية، واتُّهم بتعذيب وتصفية أعداد منهم، خاصة الذين رفضوا الانضمام إلى ما سُمي حينها بـ “قوات التوابين”، والمقصود بهذه التسمية الجنود الذين أعلنوا “التوبة” عن نظام صدام حسين، وقبلوا التعاون مع منظمة بدر والسلطات الإيرانية واختاروا عدم العودة إلى العراق. لقد عمل القذر هادي العامري تحت لقب “معاون مسؤول قوات الإمام الخميني” التي نفذت العديد من العمليات داخل الأراضي العراقية عبر مقار سرية، ثم أصبح رئيسًا لأركان فيلق بدر، فمعاونًا لقائد الفيلق، وأخيرًا قائدًا للفيلق بعد عام 1991.
اشتهر العامري بعلاقة صداقة وثيقة مع بقائد المقبور قاسم سليماني، وتعود إلى أيام محاربتهما ضمن صفوف الجيش الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية. ويعد خامنئي المرجع الديني لهم، وهو ما جعل هادي العامري يقبّل يد خامنئي، كما لو كان عبدا يتضرع لسيده، هذا المشهد الذي كشف بوضوح عن هوية هادي العامري وعمالته لديكتاتورية الملالي في إيران. ان جوهر عقيدة الخائن هادي العامري وسائر قادة الميليشيات الشيعية في العراق هي التبعية العمياء لولاية الفقيه حتى لو كان على حساب بلدانهم وشعبهم. واصل هادي العامري عمله تحت قيادة قوة «القدس» للإبلاغ عن عمله وتلقي الأوامر والتوجيهات الجديدة. وكان على اتصال مستمر مع قاسم سليماني قائد قوة «القدس»، بالإضافة إلى إيرج مسجدي وأحمد فروزنده اثنين من القادة العسكريين لمقر رمضان التابع لفيلق القدس الايراني. لقد عاد العامري إلى العراق بمعية أعداد كبيرة من المجاميع المسلحة، وقد تم تغيير اسم التشكيل المسلح من “فيلق بدر” إلى “منظمة بدر”، لتساهم كجهة سياسية في إعادة تشكيل المؤسسات الحكومية والأمنية منها على وجه التحديد. وبذلك سيطر العامري ومنظمة بدر على العديد من المفاصل المهمة في الدولة، وأسهمت في عمليات التصفية التي استهدفت قادة الجيش والأجهزة الأمنية في النظام السابق، فضلا عن اغتيال العديد من الكوادر الأكاديمية والعلمية في البلاد في واحدة من أبشع الفترات التي مر بها العراق بعد عام 2003.
ومنذ لحظة ظهور الخنزير “هادي العامري” على سطح المشهد بالعراق، واتهامات العمالة وارتكاب جرائم الحرب تلاحقه، بعدما اتُّهم بالعمالة لإيران وارتكاب جرائم حرب مع منظمة بدر التي يقودها ضد المدنيين العراقيين، وخلال عامي 2005 و2006 أسّس العامري جهازًا يسمّى بالجهاز المركزي في وزارة الداخلية العراقية وهو الجهاز الذي قام بالتصفية الجسدية لمعارضي هيمنة النظام الإيراني على العراق. أشرف العامري على بعض المعتقلات السرية وأشهرها معتقل ملجأ الجادرية الذي داهمته قوة أميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، فوجدت فيه نحو مئتيْ معتقل سني تعرضوا لشتى أنواع التعذيب. ويعد هذا المعتقل أحد السجون السرية التابعة لوزارة الداخلية التي كان يتولاها آنذاك الكلب جبر صولاغ الذي يعد من أبرز قادة المجلس الإسلامي الأعلى الارهابي. تقول آرين أيفرز (الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان) “إن منظمة بدر بقيادة العامري مسؤولة عن انتهاكات منهجية، مشيرة إلى أن الاتهامات الموجهة ضد فيلق بدر تمتد من خطف وتعذيب الأشخاص وإعدامهم جماعيًا، إلى تهجير السنّة من بيوتهم ثم نهبها وحرقها، وفي بعض الحالات تسوية قرى كاملة بالأرض”.
وفي تموز/يوليو 2014 قام المجرم نوري الملكي بتعيين القذر هادي العامري في منصب القيادة العسكرية لمحافظة ديالى، وكانت واحدة من مطالب فيلق القدس من هادي العامري تغيير الديموغرافية من سكان المحافظة. وفي أواخر عام 2014 قام العامري وبالتعاون من قائد شرطة ديالى المجرم «جميل الشمري» بتنفيذ عمليات الإبادة الجماعية وتطهير طائفي وأعمال عنف وخطف واعتقالات غير مسبوقة وكما علقوا جثث الضحايا على الجسور والأعمدة الكهربائية في مدن وقرى محافظة ديالى. وكل يوم يمر يثبت العامري ومنظمة بدر ان دينهم هو الإجرام والانحطاط والعمالة والتبعية العمياء لإيران فاليوم نراهم اول الناس الذين بطشوا بأبناء جلدتهم خلال التظاهرات العراقية السلمية التي تطالب بالإصلاحات السياسية والاقتصادية في العراق. لم يقتصر دور العامري فقط على العراق وانما تعدى الى سوريا بمساعد نظام الأسد بتوجيهات من نظام الملالي الإيراني فقام العامري باستخدام مطار بغداد ومطارات أخرى لدعم نظام بشار الأسد بإرسال وتهريب الأسلحة والعتاد والتجهيزات والمقاتلين للحرب في سوريا.
اليوم ترى القاتل والخائن والعميل يتجول بحرية في كل انحاء العراق وكأنه لم يفعل شيئًا، لأنه محميٌّ هو ومليشياته من قبل نظام الملالي والمرجعية الفارسية. العامري ليس أكثر من سفاح وخائن لوطنه وأبناءه، كان جزاؤه الطبيعي ان يحاكم حاله حال اي مجرم، أو يرمى في السجن عقودًا وعقودًا، او يحكم عليه بالموت. وإذا لم يكن يعرف العامري وامثاله -من فرط إجرامه- الخجل، فليتواروا بأياديهم التي خاضت في دماء العراقيين الابرياء، وان التاريخ سوف يلعنهم الى ابد الابدين. من يؤدي واجبه المكلف به على أكمل وجه، ويوفي حق الشهداء وحق هذا الشعب الذي أثقلته الهموم وخانه الحاكمون، فقد نال رضا شعبه وتجنب عار وسخط التاريخ، من تخلف عن خدمة شعبه وكرس جهده لخدمة نظام الملالي وحاشيته ستلاحقه اللعنات، تماما كما يلعن كل طاغية وظالم وخائن، لتبقى سيرتهم تزكم الانوف على مر الازمنة!
I have discovered good articles right here. I like the way you describe it.
Wonderful!