إن أخطر الناس هم أولئك الذين يقودون أحزاباً دينية أو مذهبية، من دون أن يكونوا رجال دين، وأن يكون ماضيهم ملوث بالاتهامات والشكوك والظنون بما فيها أبشع أنوع القتل والخطف والتحريض الطائفي بالإضافة الى التعدي على المال العام والفساد وانتهاك سيادة القانون والإفلات من العقاب. لطالما حرص رجل الدين في العراق على تحصين شخصه ودوره ومواقفه بهالة دينية أو إسباغ قدر من القداسة حول شخصه وحزبه وتوجهاته وفي الوقت ذاته يلعب دورا سياسيا خبيثا بغيت تحقيق مكاسبه شخصية تخدم نفسه المريضة المحملة باللؤم والخبث والحقد وتخدم حزبه القذر وميليشياته المجرمة.
ان ارض الرافدين زاخرة بهذا النوع من المعممين المجرمين أمثال مقتدى الصدر، وعمار الحكيم ومن قبله عبد العزيز الحكيم، وواثق البطاط وأكرم الكعبي……الخ الذين لطالما كانت أيديهم وايدي ميلشياتهم ملطخة بدماء الناس الأبرياء من أبناء العراق.
في هذا المقال اود ان اتطرق الى أحد هؤلاء المجرمين الا وهو صاحب العمامة الدموية جلال الدين الصغير الذي انغمس لسنوات طويلة في عالم الجريمة والمافيات والثيوقراطية المفبركة. جلال الدين الصغير الذي اعتبره بول بريمر شعلة طائفية لا تهدأ وأضاف ان الصغير رجل وجد ليعيش وحده لأنه يكره الجميع. لم يكمل الصغير دراسته في حوزة النجف حيث درس لسنة واحدة فقط ولم يستطع اكمال دراسته لكسله وفشله وكان متهما من قبل اصدقائه بكتابة التقارير لصالح المخابرات العراقية على زملائه في الحوزة. هرب الصغير الى إيران في مطلع الثمانينيات وتوطدت علاقته مع المجرم محمد باقر الحكيم، وانضم الى ما يسمى بحركة المجاهدين العراقيين الذي كان يقاتل جنبا الى جنب مع الجيش الايراني ضد الجيش العراقي وبعد فترة قصيرة أصبح من أحد قيادات هذه الحركة وانضم الى حزب المجلس الأعلى الاسلامي.
بعد 2003 عاد الى العراق وتم تسليمه ادارة جامع براثا في منطقة العطيفية في بغداد، وحول جامع براثا الى معتقل وسجن ومحكمة لقتل وتعذيب المئات من الأبرياء من اهل السنة ودفنهم في مقبرة بجنب الجامع، اضافة الى قيامه بتشكيل ميلشيات ما يعرف بثأر الحسين وفرق موت متخصصة في خطف وقتل وتعذيب وترهيب أي شخص يعارض أفكاره ومعتقداته وانضم اليه العشرات من مقاتلي ما يعرف بجيش المهدي. داهم الامريكان مقر الصغير في براثا أكثر من مرة، ومنها مداهمة في 2006 عثرت فيها القوات المشتركة على عدد من المعتقلين الذين تعرضوا للعذاب الشديد، كما عثرت على عدد من الجثث توفى اصحابها نتيجة للتعذيب دفنت في الباحة الخلفية للجامع. وتم العثور ايضا على اسلحة ومتفجرات ومسدسات كاتمة للصوت تستخدم في الاغتيالات. اتهمته علناً قناة الشرقية الفضائية وصحيفة الزمان بأنه يدير منظمة ارهابية مدعومة من إيران اسمها (طلائع الاسلام) تنشط في ارتكاب جرائم طائفية وتقتل العلماء والطيارين الذين شاركوا في الحرب الايرانية العراقية.
تميزت خطبه وفتاواه بالتحريض على القتل واثارة المشاكل الفتن الطائفية بين أبناء العراق ومؤخرا بات يهاجم في خطبه المتظاهرين السلميين في ساحة التحرير ببغداد ووصفهم بالمرتزقة والعملاء ووصفهم بحزب السفارات وادعى انهم يبيحون الفجور ويسعون ال ايقاف التعليم ودوائر الدولة واقفال الاسواق لانهم يريدون وطنا،. وفي خطبة اخرى مثيرة للجدل طالب الشعب العراقي بالتوقف عن شراء “الشوكولاتة” لمواجهة الأزمة الاقتصادية في العراق. كان الاجدر بالصغير ان يبدأ بنفسه فيقلص جيش المرتزقة والحمايات والمليشيات الخاص به والذي يتم دفع أجورهم من خزينة الدولة العراقية ويحث الحزب الفاسد الذي ينتمي اليه (حزب المجلس الأعلى) عن التوقف عن سرقت وهدر المال العام.
ان عمائم الضلال في العراق لا يجمعهم جامع سوى كل ما هو فاجر واناني في الذات البشرية وانهم فشلوا في ادارة الدولة ووضعوا مصالح الوطن والشعب على جنب وقدموا عليها غاياتهم ومصالحهم الذاتية متخذين من المذهب حجابا ولا يجيدون ولا يعرفون أي شيء في علم السياسة وعلوم ادارة الدولة، فانهم ليسوا احزابا سياسية وانما هم جوقة من المرتزقة، والقتلة والعملاء والخونة.